لا يخاصم هذا الكتاب الحداثة، بقدر ما يطمح إلى مجاوزة شرط حضورها الهش، أو حتى المعاق،على خرائط عالمنا الكسيح، وهو الضرب من الحضور الذي يرتبط باستمرار مقاربة الحداثة والتفكير فيها بحسب منطق النموذج المكتمل الجاهز الذي لا سبيل - مع اكتماله وجاهزيته - إلا إلى فرضه والتنزل به على الواقع من خارجه، وذلك عبر تجربة ممتدة لم يعرف خلالها العالم العربي منذ صحا من نومه الطويل عند مطلع القرن التاسع عشر إلا الحداثة التي يقصفه بها "الجنرال" أو يستبد بها "الباشا" وبالطبع فإنه المنطق الذي لم يكن للحداثة معه إلا أن تُجابه مصائرها التعسة في هذا العالم الذي لم يزل يتخبط في هوة البؤس والعجز، والذي يبدو خلاصه مشروطاً بالتفكير في الحداثة على نحو يُغاير تفكيره الراهن.
الحداثه ، لعبه