قد لا يكون فريدريش دانيال إرنست شلايرماخر (1768-1834) مصنفاً كواحد من أعظم الفلاسفة الألمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (مثل كانط، هردر، هيغل، ماركس، أو نيتشه). لكنه بالتأكيد واحد من أهم فلاسفة الدرجة الثانية في تلك الفترة. كما أنه لم يكن مجرّد فيلسوف. فقد كان أيضاً من المهتمين بالأدب الكلاسيكي ولاهوتياً بارزاً. انصب جزء كبير من عمله الفلسفي على فلسفة الدين، لكن من وجهة نظر فلسفية حديثة فإنّ هرمنطقيته (أي نظرية التفسير عنده) ونظريته في الترجمة هما اللتان تستحقان القدر الأكبر من الاهتمام. وهذه المقالة سوف تحاول تقديم لمحة عامة إلى حد ما عن فكره الفلسفي. شيء واحد سوف يظهر للعيان عندما يتم ذلك هو أنه على الرغم من أنه يدين بأمور فلسفية هامة لكثير من أسلافه ومعاصريه (بمن فيهم اسبينوزا، كانط، فريدريش شليغل، وشيلينغ)، فقد كان قبل كل شيء يسير على خطى فلسفية لسلف واحد على وجه الخصوص: هردر.