إبراهيم بن سهل الأشبيلي هو أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي، ولد ونشأ في مدينة إشبيلية. وتتلمذ على يد أساتذة النحو واللغة فيها وكان من بينهم النحوي الذائع الصيت أبو علي الشلوبيني والعالم أبو الحسن الدباج، ونظم الشعر والموشحات في سن مبكرة وبرز فيهما حتى عد شاعر الأندلس والمغرب في القرن السابع الهجري غير منازع، وكان إبراهيم بن سهل يرتاد في صحبة أصدقائه ومنهم أبو الحسن علي بن سعيد مجالس الطرب واللهو على ضفة نهر إشبيلية ومنتزهاتها مثل مرج الفضة والعروس والسلطانية وفم الخليج وشنتبوس، مما أذكى شاعريته واصفاً هذه المناظر الخلابة التي تأخذ الألباب، وقد أتيح له من سرعة البديعة ما جعله يرتجل الشعر في كل مناسبة مداعباً أو واصفاً أو هاجياً، وبرز في الغزل وكان أغلبه شعراً وموشحات في معشوقه موسى وهو فتى يهودي كان لشعراء إشبيلية به ولع وشغف، كما برز في المدح والوصف والرثاء، مرصعاً شعره باقتباسات نحوية ومعاني قرآنية في لغة رقيقة سلسلة تتخللها بعض المحسنات البديعية غير المتكلفة، وقد أرجع بعض النقاد رقة شعره إلى أنه "اجتمع فيه ذلان" ذل العشق وذل اليهودية".
وبديوانه الذي بين يدينا يؤكد ما أسلفنا ذكره، غير أنه بالرغم من أهمية لم يلق العناية بتحقيقه ونشره تحقيقاً علمياً أسوةً بغيره من شعراء الأندلس الكبار أمثال: ابن زيدون وابن دراج وابن خفاجة وابن حمديس وغيرهم.. وقد طبعت مجموعة من قصائده وموشحاته على أنها ديوان ابن سهل عدة مرات.
وما يميز الطبعة التي بين يدينا من هذا الديوان هو أنها قد جمعت خلاصته أربعة عشر نسخة من الديوان وهي جميعها عبارة عن مخطوطات قديمة وجدت مبعثرة في مكتبات عالمية. وهكذا فقد اهتم محقق هذه الطبعة أولاً: بنسخ الديوان، من ثم أثبت في الهامش رموز نسخ الديوان التي نقل عنها النص، ثم أثبت المراجع الأخرى المطبوعة والمخطوطة التي تورد النص أو جزءاً منه أو أبياتاً مفردة، ثم بعد ذلك أشار إلى الروايات والقراءات المختلفة في الهامش، كما شرح الألفاظ الصعبة أو التي ظن أ،ها صعبة بالنسبة للقارئ. كما عرف بالأعلام الذين يمدحهم الشاعر أو يهجوهم أو يرثيهم بصورة مسهبة مشيراً إلى مراجع ومصادر الأعلام والحوادث ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.