مذكرات غونتر غراس - تقشير البصلة
في عام 1945، ومع هروب الجيش الألماني المعروف باسم الفيرماخت، قبع جندي ألماني يدعى غونتر غراس في قبو فيما سيعرف لاحقاً باسم ألمانيا الشرقية، وفيما اندلع القتال من دار إلى أخرى في القرية، تلقت فصيلته أمراً بركوب دراجات هوائية معلقة من السقف والقيام بهجوم بائس. أما غراس الذي لم يتعلم قط ركوب الدراجات فقد بقى في القبو لتغطية زملائه بالنيران، ثم مضى يرقب المشهد فيما الرشاشات الروسية تحول زملائه إلى كومة من الجثث.
ولكن هل هذا هو ما حدث بالفعل؟ نه يكتب في «تقشير البصلة»، وهي مذكرات مليئة بما كان يمكن أن يحدث تماماً كعشرات من حكايات الأخوين غريم، قائلاً: «ولكن ربما كان هذا الوصف للمذبحة لا يعدو أن يكون تصوراً لما بعد الحدث، صورة متخيلة، لأنني تركت موقعي في نافذة القبو قبل أن يحدث تبادل إطلاق النار القاتل، ولم أر شيئاً، ولم أرد رؤية شيء». «تقشير البصلة» عمل مكتوب على نحو متألق، حافل بالانتقاد القاسي للذات، وبالمراوغات الغامضة، وبالتنقيحات للماضي، التي يشدد جراس على أنها تطرح نفسها على خياله كروائي كحشد من الصور والقصص التي تطلب أن يتم التعامل معها.