مناهج الدراسات الأدبية الحديثة من التاريخ إلى الحجاج - حسن مسكين
هل يكفي عند النظريات والمفاهيم والمناهج لنفحص مرجعيتها وفلسفتها، ونستعرض خصائصها ومميزاتها وأهدافها كما جاءت في أصولها، وكما نقلت إلى عوالم وثقافات وحضارات مغايرة؟ أم أن الأمر يتطلب النظر في تلك الأسئلة الشائكة والعميقة المتصلة بمستوى استيعاب هذه النظريات والمناهج، ودرجة تطبيقها وكفاءة المشتغلين بها، والداعين إلى تثبيتها أو توطينها لتكون هي الحل الأنجع والأكمل لما يعانيه النقد العربي من أزمات؟ ... وهل انتهى هؤلاء إلى نتائج يمكن أن تشكل رصيدا ومنهجيا قادرا على تطوير المنهج النقدي لدينا؟
أسئلة كثيرة تتطلب قدرا من الجرأة والصبر والشجاعة للإجابة عنها، إن أزمة المنهج في الواقع هي أزمة المجتمع، وفكر، وأمة تعيش تدهورا في مناحي كثيره، ومن غير الطبيعي ولا المنطقي أن نفصل بين سؤال المنهج وسؤال التنمية في مجتمع عربي، لا يزال يتنكر لهذين المكونين الحاسمين، ويراهن في المقابل على ثقافة الاستهلاك..