("الإنسان والإسلام " من سلسلة آثار د.علي شريعتي #19)
يركّز شريعتي في هذا الكتاب على إنسانيَّة الإنسان، كذاتٍ فاعلة ومؤثّرة، ووعاءٍ للانطلاق نحو البناء والتقدّم. وفي سبيل عرض قيمة الإنسان في الإسلام، يعرج على القرآن الكريم وآيات الخلق فيه، والّتي تعتبر أنّ الإنسان خليفة الله في الأرض: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة: 30]، وهي الميزة الّتي تميّز هذا الخلق، ما يعطي الإنسان بُعداً وعمقاً دلاليّاً وقيمياً، يفوق برمزيّته ما هو موجود مثلاً في التصوّرات الدينيّة والفلسفيّة في أوروبا في العصور الوسطى، حيث الإنسان هناك مهزوم الذّات، ومنكسر، ومطيّة، وآلة لتحقيق جملة من رغبات المتنفذين والمنتفعين، إلى أيّ طبقة وسلطة انتموا.
يرى شريعتي أنَّ الإنسان بما أنّه تتنازعه الشَّهوات والقوّة العاقلة، فهو يعيش صراعاً مستمرّاً، إمّا نحو الجنوح إلى عوالم الرغبة والشَّهوة والمادّة، أي إلى الأسفل، وإمّا نحو الأعلى نحو السّموّ. والإرادة هي من تحدِّد طبيعة موقفه وبيئته وشخصيَّته وغاياته.
وغير مفردة "الخليفة"، فإنَّ الإنسان يتفوَّق على الملائكة بميزة العلم وميزة المعرفة، فالملائكة لا تعلم، ولكنَّه ـ أي الإنسان ـ يعلم ويتقدّم في المعرفة إلى مراحل متقدّمة بوعيه وإبداعه وعقله.
ويخلص شريعتي إلى القول: "قيمة الكائن وأصالته، هما بمقدار عمله ومعرفته، وليس بعنصره"(ص 2)، والمقصود بعنصره طبيعته الإنسانيَّة، مقابل طبيعة الشَّيطان والملائكة.
ويتابع شريعتي في كتابه، بأنَّ الإنسان يتميّز بفضيلة الأمانة الَّتي هي في بعدها الأصيل عبارة عن إرادة الإنسان واختياره، بما يتناسب مع دوره ومسؤوليّاته في تأكيد علاقته بالآخر والمحيط، بما يرفع مستوى الجميع، ويصبح في موقع فرض إرادته على التّاريخ، فهو كائن فاعل لا منفعل.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
للإطلاع على مزيد من مؤلفات الكاتب
الانسان والاسلام ، الانسان ، الاسلام ، الإسلام ، علي