في هذا الكتاب يتحرى كلود دلماس عوامل وأسباب نحو حضارة أوروبا عبر تاريخها الطويل منذ مطلع عهدها وإلى اليوم، ويبدأ كتابه بعدد من التساؤلات ويجيب عليها في ثنايا الكتاب، ومنها: علىى أي نطاق تاريخي، وعلى أي مدى من التفاعل مع الإستمرار والإنقطاع، نمت الحضارة الأوروبية في مطلع عهدها؟ وبأي شيء تدين مدنيّة أوروبا لليونان؟ وما هي الأسباب التي تهيب بنا أن نحدد مطلعه في عصر الكرولتجية - أي السلالة الثانية لملوك فرنسا؟ وهل لعنصر الصدفة يد في فرض الحضار الإسلامي على البحر المتوسط وظهور الشعب التركماني إلى الميدان؟
إن هذه الأسئلة في نظر المؤلف أكثر خطورة من توحيد أوروبا التي كانت خيالاً من الخيالات، فإذا بها اليوم قمة النجاح من حيث انتفاعها بالفحم الحجري والصلب والمواد الخام والسوق المشتركة، والحلف الأطلسي وصولاً إلى الوحدة الأوروبية.
وعبر فصول الكتاب يقدم المؤلف صورة عن الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية لأوروبا مثل نشوء المدن التجارية، وبروز البورجوازية والجهود العلمية والفكرية، وانبثاق عصر الثورة الصناعية ومولد الرأسمالية وما بينهما من ثورات "البروليتاريا"، وبروز المذاهب الفلسفية والإجتماعية ونظرة روادها إلى واقع أوروبا والنقد الذي قدموه مقل مفهوم "العمل الذي أعلنه هيغل" و "بوانكاريه" ونقد العلوم وغيرهم. أما عن رأي المؤلف فنقرأه في سطور يقول فيها: "إن الحضارة الأوروبية كما تبدو لنا وكما بدت غداة الحرب العالمية الثانية هي حصيلة رواسب الألوف من السنين وإنها قد تغلغلت في رداء المنطق وهو منطق الإستمرار وإن التناقضات التي تربى في متون وحواشي الحضارة الأوروبية هي من منطق الإستمرار والدوام. أجل ينبغي الحذر من الشعارات المضرة ضرر ما يسمونه دروس التاريخ ...".
للإطلاع على المزيد من إصدارات الدار
الحضاره الاوروبيه ، الأوروبية ، الأوروبيه ، كلود دلماس