كانت الخلافة ولا تزال أُمّ المؤسسات السياسية – الدينية في الإسلام، وهي وإن كانت في قلب الصراعات التي أدت إلى ظهور الفرق السياسية - الدينية، إلا أنها كانت شعاراً تعبوياً (فعلياً ورمزياً) بالنسبة إلى كثير من المسلمين عبر العالم، فأضفوا عليها طابعاً مثالياً، وباتت مؤسسة تعكس وقائع وحقائق تاريخية معقدة ومتنوعة ومتقلبة.
ولسبر أغوار تلك الوقائع والحقائق، يهدف هذا الكتاب إلى إعادة رسم مسار "جسم" الخلافة العتيق في الفكر والممارسة عبر تبني مقاربة تفهّمية وتراكمية؛ فيتناول الخلافة باعتبارها بناءً اجتماعياً ونتاجاً صُنعياً يثير همّة أشخاص ومجموعات تحرّكها مصالح مادية ولامادية. لذلك يبحر الكتاب في ثنايا قسم غير هيّن من المغامرة الإسلامية باعتبارها ثقافةً ونظاماً دينياً وتنظيماً اجتماعياً، كما يشكك في عدد من الآراء السائدة والمكتسبات.
الخلافه