يقول المترجم: قد يبدو هذا الكتاب للوهلة الأولى دعاية صهيونية لليهود؛ لأن المؤلف يهودي صهيوني، ولديه مشروعه الواضح وضوح الشمس، خصوصاً أن مؤلفه يلمع بني قومه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وهذا يطرح سؤالاً فحواه: ما الفائدة من ترجمة هذا الكتاب؟ وما الذي سيضيفه إلى القارئ العربي؟ يجيب المترجم عن ذلك بأن الكتاب يفيد في واقع الحياة المعاصرة؛ لأن من شأنه أن يوضح ويكشف ما الذي يجعل بعض الأقوام متخلفين، وآخرين في الحضيض أحياناً، على رغم ما يتمتعون به من مقومات ومصادر وإمكانيات؟ وما الذي يجعل بعض الأمم تتناحر لأدنى الأسباب في حين تتّحد أمم أخرى وتأتلف وتتوسع وتنتشر؟ ويتساءل المترجم أيضاً: وأنا أترجم هذا الكتاب كنت أعجب: “أين العرب عندما كان الصهاينة يقومون بكل هذه التدابير المنهجية المسجلة في هذا الكتاب، ويتبعون جميع هذه الخطوات العملية لإقامة دولتهم”؟ أما الكتاب المترجَم فقد جرى تأليفه بهدف تقديم وصف واف لأوضاع الشعب اليهودي الحديث في مظاهرها الرئيسة كافة، وتنوعها في جميع أنحاء العالم. ويوضح المؤلف كوهين أنه يريد تقديم صورة عن الحياة اليهودية كما هي، بجميع خصائصها التقليدية وعاداتها، وآلامها ومنجزاتها، ونقاط الضعف فيها وأهدافها، ومن دون وصف كهذا للأوضاع الحقيقية فإنه من النادر التمكن من تلمس أهمية التوجهات والتطورات بشكل كامل، التي أدت دوراً بارزاً في عالم الشعب اليهودي حديثاً.