لا العطش ينتهي ولا الينبوع - أحمد عبد الحسين
...الدولة العراقية تأسست بغياب عنصرين رئيسيين: المرأة والمثقف؛ قامت الدولة بغيابهما، خيضت الحروب والانقلابات بغيابهما ثم تحطمت هذه الدولة عام 2003 وهما غائبان، وبعد أن أعيد تأسيسها ظلت المرأة والمثقف غائبين أيضاً. ويبدو أن الحكومات المتعاقبة تستمرئ هذا الغياب، لأنها تخاف من صوت المثقف المسبب للصداع وتتقذر من صوت المرأة “العورة”. هذه محنتنا، نعم قدر العراق أن يظل حلماً؛ نتطلع إليه حلماً ونحياه كابوساً. المثقف العراقي جريء وشجاع لكنه يفتقد روح المبادرة؛ هو بانتظار من يفتح له الباب للمشاركة، أنت تعرف أننا في الشرق عموماً لا يمكن أن نقوم بمبادرة ما لم تصاحبها مغامرة ما، شيء أشبه ما يكون بالفعل الاستشهادي الذي يحرض الآخرين. .... ... من حوار أجراه إسكندر حبش كانت رغبتي أن أكتب عن قصائد الشاعر أحمد عبد الحسين. تلك الرغبة رافقتني منذ أكثر من أربع سنوات، عندما نشر مختارات من قصائده تحت عنوان (عقائد موجعة)، والسبب أن شعر أحمد نتاج شخصية تراجيدية بالمعنى الكامل الذي يملأ هذه الكلمة. أحمد شخص تراجيدي، وهذا الشخص التراجيدي يكتب قصائد ويطلق أحكاماً ويقول آراء حتماً ستكون هذه الأحكام والآراء مثيرة كما في حواراته التي رغب أن يجمعها في كتاب. في هذه الحوارات السبعة يتحدث عن الشعر والأجيال والكتابة والسياسة وشيء من سيرته رافضاً مساحة كبيرة من المشهد وموافقاً على ما تبقى لكن على مضض. زاهر الجيزاني