الكتاب عبارة عن مقاربة تحليلية للفكر الغائي الأخلاقي عند فخر الدين الرازي، وهو في الأصل أطروحة دكتوراه قدمها المؤلف قبل سنوات بجامعة أكسفورد. وتروم هذه الدراسة إثارة الفضول إلى المزيد من البحث في فكر الرازي عموماً، باعتباره أحد أهم الباحثين في الأخلاق في التاريخ الإسلامي، وأحد المفكرين الأكثر تأثيراً، لكن الأقل تناولاً بالدراسة. فقد عرفت القرون الإسلامية الأولى مدارس مختلفة للفكر الأخلاقي، برزت خلالها مجموعة من النظريات الأخلاقية المتباينة، عند الفلاسفة والمتكلمين خاصة، إذ أن أبرز ما أثار اهتمام مدرسة المتكلمين الكلاسيكية في مجال الأخلاقيات البحث في طبيعة العدل الإلهي وأفعاله الخَيِّرة بصفة عامة، بينما اهتم الفلاسفة بموضوعات من قبيل تغير الطبع البشري، والبحث في الخصائص الفردية الداخلية، إلى جانب المناقشات الفقهية التي ركزت على العمل، واهتمت بوضع المبادئ المعيارية العامة للسلوك البشري. في هذا الإطار، وفي خضم المناظرات والمناقشات الفكرية التي ميزت تلك الفترة، فتح فخر الدين الرازي الأبواب على مصاريعها لتبادل فكري أكثر حرية، بل ساهم في الاندماج بين الكلام والفلسفة. وقد ظهر ذلك جلياً في مباحثه الأخلاقية أكثر من مجالات أخرى في فكره.
وتعدّ هذه الدراسة تحليلاً لفهم أهم أوجه فكر الرازي، ونظريته الأخلاقية، وكشفاً عن أهم التوجهات والمناقشات حول تراثه الفكري الواسع في الوقت نفسه، كما يتبين من خلالها أن الرازي وضع أسس نظرية أخلاقية متطورة وأصيلة، راقية وبالغة التناسق أيضاً.
وتعدّ هذه الدراسة تحليلاً لفهم أهم أوجه فكر الرازي، ونظريته الأخلاقية، وكشفاً عن أهم التوجهات والمناقشات حول تراثه الفكري الواسع في الوقت نفسه، كما يتبين من خلالها أن الرازي وضع أسس نظرية أخلاقية متطورة وأصيلة، راقية وبالغة التناسق أيضاً.