يهدف المؤلف من خلال كتابه هذا إلى خلق مكان للشعور والانفعال في الكتابات العربية حول موضوعات السياسة والأخلاق والقيم، لا "إعادة الاعتبار" إلى تلك المفاهيم. يقول المؤلف: "لم تكن المفاهيم التي سوف نسعى إلى تسليط الضوء يومًا معتبرةً حتى نعيد إليها الاعتبار. ولهذا الموقف السلبي من المشاعر والانفعالات ما يفسره في التاريخ الثقافي العربي".
وبحسب رأيه، تختلف الأفكار المطروحة في كتابه عمّا هو دارج في نمط الكتابة المعتاد عن حقوق الإنسان، وخصوصًا في تأكيد مركزية مفاهيم الحاجات والرغبات والانفعالات البشرية؛ كالتعاطف والمقاومة والغضب والاحترام، في تأسيس مفاهيم الحقوق والكرامة والمفاهيم الأخلاقية عمومًا، و"ربما يسبب هذا التوصيف بعض النفور في أذهان من يعتقدون أنْ ليس للأخلاق والحقوق علاقة بهذه المفاهيم السيكولوجية، وأنّ الأخلاق والحقوق ترتبط بالعقل والحسابات العقلانية فحسب".
هذا الكتاب مؤلَّف من سبعة فصول. ويقول بهلول في الفصل الأول منه، وعنوانه سؤال الكرامة وحقوق الإنسان، إنّ هدفه الرئيس في بحثه هو بيان الفرق والمفاضلة بين نظريتين أو نوعين من النظريات المتنافسة في مجال تأسيس مفاهيم الكرامة والحقوق فلسفيًا: "تقول الأولى إنّ كرامة الإنسان، بما تشمله من حقوق وبما تقتضيه من واجبات، تؤسَّس على أساس عقلاني، بمعنى أنّ العقل يُملي علينا، بطرائق معينة، الاعتقاد بحقوق الإنسان وبتميزه الأخلاقي الذي هو أساس كرامته. أمّا النظرية الثانية (أو النوع الآخر من النظريات)، فتقول إنّ محاولات تأسيس الكرامة والحقوق على أسس عقلانية لا تصمد أمام الامتحان، وإنّه ليس للكرامة الإنسانية والحقوق أساس عقلاني".
الكرامه، الانسان