يعرض هذا الموجز في التواصل السياسي لمشهد موسع يتيح فهم الأشكال الجديدة والرهانات المعاصرة للتواصل السياسي. ما هي حالة العلاقات اليوم بين كل من عالم التواصل ووسائل العلام والسياسة ؟ ما هي الآثار التي تنتج عن الإفراط في التواصل السياسي، (سنعالج هنا حالتين نموذجيتين هما حالة سيلفيو برلسكوني وحالة دونالد ترامب ؟) ما هو الثقل الفعلي الذي يمكن أن تشغله الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الرقمية في سياق انتخابي، أو في سياق ثائر كما هي حالة «الربيع العربي»؟
يهدف الكتاب إلى كشف الغطاء عن الأزمات التي يسببها إخضاع النشاط السياسي كله للتسويق، وإلى التنبيه لضرورة إعادة تصور التواصل السياسي بطريقة مختلفة انطلاقاً من تحديد تناقضاته ومن الأخطار التي تحوم حول ديمقراطياتنا في إطار حرب الإعلام التي أصبحت مفتوحة من الآن فصاعداً، وهي تهديدات كانت ماثلة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن ثم الفرنسية، حيث انتشرت أكاذيب وإشاعات وأخبار ملفقة وهجومات شخصية بوضاعة لا سابق لها على الشبكات الاجتماعية الرقمية.