تحتل مسألة الأخلاق في أعمال جنكيز ايتماتوف أحد الأماكن المركزية. فهو الكاتب الذي يبحث عن الخير والشر داخل الفئة الإجتماعية الواحدة، وداخل الإنسان الواحد كما تبدو لنا في روايته "عين الجمل" التي وصفها النقاد بأنها أجمل رواية حب معاصرة وأدرجت "عين الجمل – 1956م" في المناهج التدريسية للطلاب الألمان".
يقول ايتماتوف: "من الصعب أن تبرز الصراع بين الخير والشر داخل هذه الحياة .. ولنقل إن الإنسان يمكن أن يكون طبيعياً تماماً، ومع ذلك تعشش في أعماق روحه القسوة. كيف سيتصرف هذا الإنسان أوقات الأزمات؟ ما الذي سينتصر في داخله – الخير أم الشر؟ أي إنسان هو – شرير، أم خيّر؟ إنه خيّر إلى لحظة معيّنة؟ بالنسبة لي فإن القسوة المحتملة، الخفية، تثير اهتمامي أكثر من الشجار والقتل ... أحاول أن أظهر في الإنسان إحتياطي تلك القوى الإنسانية، التي تصارع الشر".
ترجم رواية "عين الجمل" الدكتور ثائر زين الدين والدكتور فريد حاتم الشحف، وقدما للكتاب بمقدمة عن حياة وأعمال جنكيز إيتماتوف ومكانته بين الروائيين. ومما جاء في المقدمة: "إبداع الأديب القرغيزي المشهور جنكيز ايماتوف، مثالٌ ساطع على التعبير الفلسفي من خلال النية الأدبية الجمالية. فمن غير الممكن دراسة إبداعه بصورة عميقة، وتجاهل الأفكار الفلسفية المشفّرة في البياء الفني لرواياته وقصصه القصيرة (...) إن الموضوع الفلسفي الرئيس لايتماتوف هو الإنسان، ونفسيته، وطبيعته، وسلوكه في حالات مختلفة، حيث يرى الكاتب، أن "الشيء الرائع في الإنسان بالتحديد: كم هو إنسان" وما يوحّد أعماله هو محاولة البحث عن الإنسانية في الإنسان". ورواية "عين الجمل" تحمل جميع هذه القيم وروح الشعب القرغيزي وعاداته وتقاليده التي عاشها ايتماتوف ونقل لنا صوراً عنها في أعماله.