يضم هذا العمل القصصي مغامرة سردية قائمة على تقديم نصوص خمسة مؤلفين روس من حقبٍ مختلفة، تغطي الفترة من نهايات القرن التاسع عشر حتى القرن الحادي والعشرين.
المؤلف القطلوني فرانثيسك سيريس يمارس لعبة تخيلية قائمة على اختراع هؤلاء المؤلفين ذوي الأساليب والموضوعات المختلفة، بحكم الحقبة التي ينتمي لها كل منهم، وبالتبعية الخبرات والهواجس الحياتية المختلفة.
هذه القصص تتحدث عن روسيا من الداخل، روسيا الأفراد العاديين. معظم هذه الشخوص، إن لم تكن كلها، تجسيد للبطل الضد، المُستسلم، المذعن، المنهزم. الشخوص تعيش حيواتها اليومية، مثل كل سكان الكوكب، لكن في ذات الوقت لديها أشواق وأحلام هي النقيض لحاضرها. أحيانا تكون هذه الأحلام هي العودة للماضي. أحيانا هي الرغبة في حياة إنسانية فقط.
المؤلف الذي يُقدم نفسه كمشارك في اختيار هذه القصص وتقديمها للقارئ يكشف عن قدرة تخيلية ودراية بالتفاصيل اليومية الحياتية الصغيرة، التي يقدمها عبر سرد متقن مُقنِع باختلاف المؤلفين الافتراضيين والأزمنة التي يعبرون عنها.
قصص هذا الكتاب تتناول، من بين موضوعات أخرى، أساطير روسية قديمة، وأيضا مغامرات العلماء ورواد الفضاء الذين يخضع مصيرهم لإهمال ولا مبالاة البيروقراطية والعسف الذي مارسته الدولة السوفيتية على مواطنيها.
وبالطبع، هناك إشارة للحرب الباردة بين روسيا (الاتحاد السوفيتي) وأمريكا (الولايات المتحدة). هذه الإشارة الساخرة التخيلية تكشف برهافة وعمق في ذات الوقت عن شيء من جوهر وآليات ذلك الصراع عبر ما يشبه مشاجرة بشأن تقديم ألفيس بريسلي لحفل في الميدان الأحمر.
روسيه