«إنه عمل من تأليف ميت. كتبتُه بقلم الهزل ومداد الشجن». لعلَّ هذه العبارة التي وردَت على لسان بطل الرواية خير وصف لهذا العمل الفريد في المشهد الأدبي العالمي. فبتلك الكلمات يصف ما ينطوي عليه الكتاب من سخرية وأسى، طرافة ودهشة، تجريبية وتجديد.
يستهلُّ براس كوباس مُذكِّراته بوقائع موته، ثم يسرد قصة حياته الحافلة، حياة برجوازي برازيلي في القرن التاسع عشر، مرورًا بأسفاره الملهمة وغرامياته الجامحة ونجاحاته وإخفاقاته وأحاديثه المثيرة للاهتمام مع صديقه الفيلسوف المجنون. إن هذه الرواية تتمرَّد على قوالب الرومانسية من جهة، وتستشرف التقنيات الأدبية الطليعية من جهة أخرى، فهي مُطعَّمة بالفكر والفلسفة والنقد اللاذع المُوجَّه إلى مجتمع يصفه الكاتب بأنه «في طور الطفولة». ما زال هذا العمل يتصدَّر قائمة الكلاسيكيات البرازيلية حتى يومنا هذا، بعد ما يقرب من القرن ونصف القرن على تاريخ صدوره لأول مرة.