لن نستطيع الفكاك من تجارب الطفولة سواء كانت سعيدة أو حزينة، فهي رحم ثان تتشرنق فيه الأحاسيس و الذكريات، كاليرقات، التي تتذكر موطنها الأصل، فتعود إلى اقتفاء آثار الذكرى والحنين مستدلة عليه ببداية البدايات. بعض الناس يعيشون هذا الحنين فقط، بكل ألوانه وآثاره والبعض الآخر ممن وهب مهارة الكتابة والإبداع، فإنه يفرد لها الصفحات تلو الصفحات. فتتحول الصفحة إلى شاهد على تلك اللحظة الهشة، الهاربة بسرعة، كالضوء المستحيل الذي يرفض النسيان. الكتابة هي نقل هذا الضوء الحميم. الكتابة هي أن نتذكر ... يمكن العثور على هذا التوق المتعدد والمتفرد للعودة إلى الأصل والبحث عن الزمن الضائع في أعمال أدبية كثيرة، لكن أعمال الروائي الفرنسي جان-نويل بانكرازي أكثرها سبرا للطفولة وذكرياتها المؤثرة عامة وذكريات مسقط رأسه وسنوات إقامته في الجزائر خاصة.