مع تصاعد دور النزعة الطورانية وحركة التتريك في الدولة العثمانية، أخذ الوعي العروبي يتزايد في أوساط النخب العربية في المناطق العربية من تلك الدولة، وراحت الحركة العربية تعبِّر عن نفسها من خلال جمعيات سرِّية نشطت فكريًا وسياسيًا في نشر الدعوة إلى الوحدة، وقدّم عدد كبير من روَّادها حياته على المشانق ثمنًا لمبادئهم العروبية التحررية والاستقلالية. ورغم أن أحداث بداية القرن الماضي، وبخاصة الحرب العالمية الأولى وما تبعها من تداعيات ونتائج دراماتيكية في المنطقة، كانت أقوى من طموحات تلك النخب، فإن ما أسسته تلك النخب وأطلقته مثّل بذورًا للحركة القومية العربية في القرن العشرين.يعود بنا هذا الكتاب إلى يوميات الحركة العربية وأحداثها منذ انبعاثها في مطلع القرن العشرين وحتى نهاية الثلث الأول من ذلك القرن، كما عاشها ورواها نخبةٌ من روّاد تلك الحركة أو مقرّبون منهم. يقدم عجاج نويهض في هذا الكتاب، وهو أحد أبرز روّاد الحركة العربية تلك، شهادات تاريخية لعدد من روّاد الحركة العربية، بدأ نويهض في جمعها منهم في خمسينيات القرن الماضي إما عبر أحاديث شفهية مباشرة وإما بالمراسلة، وهي شهادات يقدمون فيها صفحات من سِيَرهم النضالية، تضيء لأول مرة على جوانب وتفاصيل مفصلية في تلك التجربة لم يُضَأ عليها من قبل، مضيفةً بذلك فصولً جديدة إلى تاريخ تلك المرحلة.
هذه المراسلات والأحاديث مع اثنين وثلاثين رائداً من روّاد الحركة العربية، تركها عجاج نويهض في عهدة كريمته بيان، التي عملت عليها سنوات، توثيقًا وتدقيقًا وتقديمًا وشرحاً، لكي تصدر اليوم بين دفتَي هذا الكتاب، الذي يمثّل فعلاً عملاً توثيقيًا وتأريخيًا مرجعيًا، كونه يلقي الضوء على أحداث ومواقف تنشر لأول مرة، استنادًا إلى شهادات من شاركوا في صنع تاريخ تلك المرحلة.
هذه المراسلات والأحاديث مع اثنين وثلاثين رائداً من روّاد الحركة العربية، تركها عجاج نويهض في عهدة كريمته بيان، التي عملت عليها سنوات، توثيقًا وتدقيقًا وتقديمًا وشرحاً، لكي تصدر اليوم بين دفتَي هذا الكتاب، الذي يمثّل فعلاً عملاً توثيقيًا وتأريخيًا مرجعيًا، كونه يلقي الضوء على أحداث ومواقف تنشر لأول مرة، استنادًا إلى شهادات من شاركوا في صنع تاريخ تلك المرحلة.