محاضرات ثقافية عصرية، تحيل إلى قضايا ثقافية هي على درجة كبيرة من الإلحاح والحيوية، ورغم أن موضوعاتها تبدو متباعدة في مظهرها، لكنها متشابكة في عمقها وجوهرها، ولذلك يبدو الحديث عن الفترينة حديثًا فكريًّا بقدر ما يتشكل في حيز المجادلة الجمالية، وكذلك الحرب على الإرهاب، بما هو أحد عناوين اللحظة، لا ينفصل عن خطاب الصورة ومكر الآلة الإعلامية، تمامًا كما هو الحال في مقاربة الإعلام داخل علاقته باللغة الأدبية، وغلبته الواضحة في بُعد الأعلمة. ومن ذلك المنطلق ينطرح موضوع كرة القدم وعلاقة المثقفين بها، فهو ضرب من التماس مع ظاهرة معولمة يتداخل فيها الجمالي مع الفكري، وذلك بمقتضى تورّط أجمل العقول الأدبية في مستوجباتها، أي العلاقة. أما الحديث عن انفصام المثقف الخليجي ما بين ثقافة المباني والمعاني فهو موضوع مُلِح نظرًا إلى لحظة التحوّل الكبرى في هذا المدار. ومن المكمن الجدلي ذاته تطل قصيدة النثر كعنوان يستوجب التوطين في الوعي الجمالي العربي.