سوانح أفكار، مادة لطيفة بأفكارها، طريفة بتنوعها، خفيفة بإيجازها، يمكن تمييزها عن كتابات أمير البيان الأخرى التي تتمحور حول المقالات الأدبية والمباحث السياسية والمذكرات التاريخية والرحلات. ربما لأنها في ظاهرها أشبه ما تكون برؤوس الأقلام لموضوعات شتى صاغها الأمير بأسلوب سلس يرسم فيه المعنى بأقل الكلمات، وعلى الرغم من أنه لم يدع أنها أفكار أبكار إلا أنها بدون شك كانت قريبة من الإبداع بعيدة عن التقليد .
كتب شكيب أرسلان هذه المادة على مدى فترة زمنية لا تتجاوز ستة عشر شهرًا ابتداءً من الأول من شعبان 1348هـ الموافق 1 يناير 1930م إلى الثالث عشر من ذي القعدة 1349هـ الموافق 1 أبريل 1931م.
وقد بادر المصنِّف إلى جمعها وتوثيقها في هذا الكتاب ليتيحها بين يدي القراء في زمن السرعة والاختصار الذي فرضه الفضاء الإلكتروني، مؤكدًا أن ما يحتويه هذا الكتاب أشبه ما يكون بالتغريدات بمفهوم اليوم. وتوّج الكتاب بإيجاز لسيرة طويلة عريضة للأمير شكيب أرسلان تضرب في ميادين العروبة والإسلام، كما تضمن إضمامة وثائقية مهمة تؤرِّخ لعلاقة شكيب أرسلان بالمملكة العربية السعودية ووشائجه بالملك عبدالعزيز.