فى هذه اللحظة التاريخية التى يتصاعد فيها صدى التحولات العالمية حتى يصم الآذان.. وتغيب الأحلام, وتنبعث من تحت الركام التاريخى الطويل أمتنا, عارية الصدر فى وجه تحديات جسام وأمم تتسابق لتحصيل أسباب المنعة والقوة والتفوق... ورغم أن المشهد يبدو قاتما للوهلة الأولى فإن المدرك لحركة التاريخ يعلم أن فجر كل نهضة يسبقه ليل طويل, وكما انطلقت أمم الأرض جميعها تنطلق أمتنا اليوم, وهى لاشك قادرة على تحصيل أسباب القوة والمنعة ولو بعد حين... تلك هى الآمال والأحلام, لذافإننا نتقدم بمشروع النهضة لنجيب على التساؤلات ونحدد الاحتياجات ونبعث الأمل. نبذة المؤلف:إن الإعداد لمثل هذا البحث- والذي هو ضمن سلسلة تتحدث عن قضية النهضة وأدواتها- قد استغرق ما يزيد على العشر سنوات. وتم تدريس مفردات هذه السلسلة في أقطار كثيرة. وهذه هي المحاولة الأولى لتجميع ما كان متناثراً، بين مخطوطات يدوية، وتسجيلات صوتية، ودورات تدريبية. وصياغته في سياق واحد. لذلك فقد لا يأخذ الكتاب الشكل المعتاد عليه في مثل هذا النوع من الكتب، وتتناول السلسلة بوجه عام: فلسفة النهضة ووضع إطار يكمن فهمها من خلاله، قوانين النهضة، والتي تحكم حركات التحولات الاجتماعية، مشروع النهضة وأهدافه ووسائله ومراحله، ويتناول هذا الكتاب الفلسفة الكبرى للنهضة. ويعتني بتحديد المستلزمات الأساسية للانتقال من طور الارتجال والاندفاع وضبابية الرؤية إلى الرشد ووضوح الرؤية. ويتم كل ذلك من خلال: شرح بعض المصطلحات التي ينبغي الإحاطة بها لأي عامل للنهضة لتنظيم خارطته الذهنية وتحديد طبيعة المرحلة التي تمر بها أمتنا في طريقها نحو النهوض، وضح حركة النهضة في سياقها التاريخي، تحديد إطار لفهم مراحل التحول الحضاري، ومن ثم تحديد إطار لفهم المرحلة الحالية، تحديد نموذج وطريقة تفكير القائد المطلوب، تحديد احتياجات صانع القرار العامل للنهضة، توضيح أهمية دراسة التاريخ للقائد، تحديد صورة الإسلام الذي يجب استدعاؤها وتمثل العاملين للنهضة بها، تحديد التحديات التي يواجهها المشروع، الإجابة على السؤال المهم: من أين يبدأ الإصلاح؟، توضيح دور ثقافة الأرقام ولغة الإحصاء في مشروع النهضة، وأخيراً هدم جدران الإحباط بمعاول الأمل. وقد رأينا أن نقسم هذا البحث إلى فصل تمهيدي، تليه أبواب متعددة لمحاولة توضيح فلسفة مشروع النهضة وأسسه ومنطلقاته. وصغنا هذه الأبواب على شكل مشاهد، نتحدث في كل مشهد عن الوضع الراهن ونقطة البدء لتغيير هذا الواقع وتصورنا للمشهد المستقبلي والخطوات العملية لتحقيق هذا المشهد.
الصحوه ، اليقظه ، استراتيجيه