هذا الكتاب ليس دفاعا تقليديا عن " الإيمان " و " الدين " ( الإسلاميين ), وإنما هو دعوة إلى تأسيس " الإيمان " على حال التأمل و التدبر بحيث لا يعود " المؤمن " في وضع يظهره كما لو كان بلا عقل أو يعتري عقله نقص بالمقارنة مع الذين يحرصون - بمناسبة لأو من دونها - على ادعاء التميز بالعقل في تمامه. و عليه فليس الغرض إقناع القارئ بما لا يريد أو ثنيه عما يعتقد, بل المطلوب تأكيد أن " المؤمن " و " الملحد " يستطيعان أن يتحاورا طلبا لنوع من التفاهم الذي قد يجعل كلا منهما يدرك, في النهاية, أن الاختلاف العقدي أو الفلسفي لا يصح أن يكون سببا في التنافي أو التقاتل ( على الأقل فكريا و خطابيا إلى حد شيطنة المخالف كما في الواقع المعيش ).
إنه لا يكفي أن نجرؤ على التساؤل, بل لا بد من أن نجرؤ على مساءلة التساؤل نفسه في المدى الذي ينظر إليه ك " فعل يؤسس ذاته " من دون أن يؤول إلى النقض فيقف على حافة " العدم " و لذا ف " الإيمان " ليس بالأمر الهين كما يتراءى عادة للمتعاقلين, بل هو اقتحام لعقبات الوجود و الفعل في هذا العالم بما لا يكاد يخطر على بال الذين لا يفعلون شيئا أكثر من الإسراع إلى الحسم تحكما أو تشهيا باسم " العقل " أو " العلم ". و بذلك المعنى, يطلب هذا الكتاب أن يؤخذ "الإيمان " بقوة لتحدي " الإلحاد " في عقر داره.
الالحاد ، الإلحاد