قدّمت أعمال قاسم أمين الرائدة أساساً عقلانيّاً ومنطلَقاً لتحرّر المرأة.لكن ما دام الوعي السائد بالأنثوي يجيء في موكب من الرواسب والمخزونات الأسطورية المتداخلة بالمعتقدات والتقاليد، فإنّ التعامل مع هذا الأنثوي لا يتغيّر آليّاً مع دعوات التحّرر ولا مع تغيّر العهد أو تغيّر القوانين. لذلك، إذا كان هناك رهان أول على مفعول القوانين العادلة، متى وُضعت، فإنّ هناك رهاناً أبعد على التحليل والتعبير، وعلى المبادرات الميدانية التي ينهض بها نساء ورجال. هناك رهان على غزارة التعبير النسوي الإبداعي، وعلى توجيه الأضواء نحو هذا الإبداع؛ وهو ما يسهم فيه هذا الكتاب من خلال:
* التوقّف إزاء عدد من الأعمال التي أسهمت في بناء تفهّم عقلاني عادل لوضعية النساء في المجتمع العربي ولمسألة الحضور النسوي الندي في ميادين المعرفة والعمل والقرار.
* إضاءة أعمال إبداعية وإنجازات حقّقتها نساء، مثل لور مغيزل وفاطمة المرنيسي وسحر خليفة ومي غصوب وناديا تويني وسلوى روضة وغيرهن.