حاول الحاكم العربي أن يفرض على المثقّف الطاعة مقابل امتيازات يقدّمها له، وفي حال رفضه الولاء واستمراره بالإخلاص لقناعاته العقائدية أو السياسية، كان يتلقّى عقوبات يصل بعضها إلى الإعدام وتقطيع الأوصال. ولجأ الحاكم عموماً لاتهام المثقّف المخالف بالزندقة أو الارتداد، ليكسب رضى مجموعات من أبناء الشعب المتديّنين.
يعرض هذا الكتاب مفاهيم الثقافة والمثقّف، وتعريف كل منهما ومهمّاته ودوره في تطوّر المجتمع، وعلاقة المثقّف بالفقيه والفيلسوف والطبقة الاجتماعية والسلطة والسياسة والحاكم، خلال التاريخ وصولاً إلى عصرنا الحاضر. ويشير إلى محنة بعض المثقّفين العرب منذ القرن الأول الهجري حتى عصرنا الحاضر. ويتعرّض لعلاقة المثقف بالحاكم في التاريخين الحديث والمعاصر.