يخوض عبد اللطيف اللعبي في هذا الكتاب معركة جديدة ضدّ "عهد الهمجية" الذي لم يتوقف أبدًا عن مُناهضته منذ ديوانه الأول الذي حرّره في منتصف الستينات. أمّا هنا فهو يُنجز ذلك بتلك "الأسلحة الإعجازية" التي يمتلكها دون غيره، الصرخة الأصلية التي يعتبرها عالِقة بأجِنّته، الاحتفاء الدائم بالحياة، وعُنصرٌ إضافي له جاذبية خاصة يكمُن في روح السخرية وخصوصًا السخرية من الذات. وينتج عن ذلك مفارقة نكتشفها باستمرار عند هذا الشاعر. فبينما تصعد من قصيدة إلى أخرى رنّة تراجيدية قوية، نخرج في النهاية من قراءتها بنوع من الغبطة وبوعي أكبر بكُنْهِ الشعر وبقدرته على منحنا طاقة الحلم.