تدور أحداث الرواية بعد الحرب العالمية الثانية، وتغيرت موازين القوى الدولية، وتلاشيت هيمنة الإمبراطورية البريطانية، كل ذلك في سنوات ما قبل الثورة الكوبية بقيادة كاسترو وتشي جيفارا، في ظل حكم الديكتاتور باتيستا (1901-1973). وبها يفتح غرين الباب على مصراعيه، أمام الروائيين ليجرّبوا الكتابة الحديثة والمعاصرة عن شؤون الدول الأخرى، وعلى شرط المعايشة والسفر والانغماس الكلي في التجارب، بما قد يحول الروائي إلى رحالة أو مغامر من نوع خاص. وفي هذه الرواية، تظهر ملامح تاريخ تأسيس مخابراتي بريطاني عتيد، انبثق من ذروة الأمجاد الاستعمارية، كل ذلك في مزيج من السخرية والواقعية المريرة: سخرية من التدخل في شؤون الدول، واختلاق الأكاذيب، لتكون ذريعة من أجل المزيد من مغامرات وجهاز الخدمة السرية، وواقع يحدد موقع العظمة الإنكليزية الآفلة،كذلك النازية التي لفظت أنفاسها، بين القطبين الهائلين: الأمريكي والسوفييتي، أمام سطوتهما وتفوقهما الأمني والعسكري والدبلوماسي.