بيني وبين نفسي : حكايات من أرشيف الحركة الشيوعية العراقية

بيني وبين نفسي : حكايات من أرشيف الحركة الشيوعية العراقية

بائع
دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
سعر عادي
45.00 SR
سعر البيع
45.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

الكتاب هو رحلة في أوراق وتجارب شخصية ومذكّرات جمعها فصولاً من ثمانينات القرن الفائت كما يقول مؤلف الكتاب، وهدفه توثيق حقبة مهمة من تاريخ حركة الأنصار الشيوعية، وقد كتبها في فترة متقطّعة أسماها “التقطير الإتلافي للذاكرة”.

ويروي السعدي في كتابه المثير كيف وقع في فخ الإستخبارات العسكرية العام 1987 لقمة سائغة ليجد نفسه نزيلاً لمدّة 87 يوماً في الشعبة الخامسة ويتعرّض للتعذيب والضغط النفسي، ليضطرّ الإعتراف بمهمته والكشف عنها، وقد أقتيد إلى محكمة الثورة، ومن حُسن الحظ يقول أن المحكمة تأجّلت، فتمّت مساومته للعمل لصالح الإستخبارات العسكرية مقابل إطلاق سراحه، وهي طريقة اتبعت في الكثير من الأحيان مع من يلقى القبض عليهم، خصوصاً ممن كانوا يتوجّهون إلى داخل العراق لإعادة بناء التنظيم، وفي الكثير من الأحيان كان هؤلاء تحت أعين الأجهزة الأمنية بأنواعها واختصاصاتها التي كانت تخترق خطوطاً حزبية وتتغلّغل فيها وتسهّل مهماتها لتكون في حدود السيطرة عليها باللحظة المناسبة. وقد استدرجت قيادات متقدّمة في مطلع التسعينات وهيأت لها أماكن إقامة وبيوت حزبية راصدة جميع تحركاتها واتصالاتها كما ورد في الكتاب وهو ما يعتبر فضيحة حقيقية.

بعد موافقته على العمل لصالح الإٍستخبارات العسكرية أُطلق سراح السعدي فهرب مرّة ثانية إلى كردستان وبعد فترةٍ ضاقت به الأمور فقرّر الذهاب إلى دمشق ومنها حصل جواز سفر يمني بمساعدة عامر عبدالله فسافر إلى براغ ومنها توجّه إلى السويد لاجئاً. وعانى ما عاناه ليس فقط من التعذيب، بل من الشكوك والإتهامات، خصوصاً بعد أن كوّن فكرة ورأياً حول كيف تصنع السياسات الحزبية وكيف يتخذ القرار بمزاجية ومنافسات وأنانية بين القياديين وقد فوجيء كيف يتمّ طرد بهاء الدين نوري أبرز قيادي في الحزب الشيوعي بسهولة واستخفاف بسبب خلافات سياسية وفكرية وهو الأمر الذي حصل لاحقاً مع باقر ابراهيم وحسين سلطان وعشرات من القياديين والشخصيات البارزة في الحزب بعد المؤتمر الرابع إضافة إلى إبعاد قياديين مرموقين مثل عامر عبد الله ونزيه الدليمي وآخرين.

وفي الكتاب الكثير من الأسرار والخفايا حول حركة الأنصار والسياسات الحزبية وما يتعلّق بالمؤتمر الرابع للحزب الذي فجّر الصراع على المكشوف وأدى إلى فصل أعداد كبيرة من الرفاق القياديين والكوادر. فلم تكن ملاحقة الحكم البعثي وتصفيات أجهزة الأمن كافية، بل أكملتها القرارات التعسفية التي اتخذتها مجموعة صغيرة وحاقدة وقف على رأسها عزيز محمد المسؤول الأول عن أخطاء وارتكابات قيادة الحزب والذي استمرّ على قمّته 29 سنة.