مخطوط : عمدة الأثبات في الاتصال بالفهارس والأثبات
تصنيف : العلامة سيدي أبي عبد الله محمد المكي ابن عزوز
إنّ الإسناد كما هو معلوم خصّيصة لهذه الأمّة دون سواها، وقد ألهم الله تعالى أخيار هذه الأمة وأعيانها بتوارث هذه الأسانيد وحفظها، والتواصي لاحقاً عن سابقٍ بها والإعتناء بنقلها جيلاً إثر جيلٍ، الذين كان لهم الفضلُ بعد الله سبحانه وتعالى بإتّصال أسانيدنا مع الأئمّة العلماء، وإتّصال روايتنا لكتبهم ومصنفاتهم، وأهمّ من ذلك كلّه الإتّصال بسيّد الخلق، وخير البشرية، محمّد صلى الله عليه وسلم بسندٍ واحدٍ، ولو لم يدرك اللّاحق إلاّ هذا الشّرف لكفى.
ولما كان السند قديماً يدور على الرّواية المفردة فهو في القرون المتأخّرة أصبح يدور على الكتب والمصنفات التي يرويها صاحب السّند، بل أعجب من ذلك ما عُرف بالمصنّفات المجمعة، التي جمعت أسانيد كتب كثيرة، وعُرفت هذه المصنفات بالمعاجم، أو الفهارس، أو البرامج، أو الأثبات، يجمع فيها المصنف ما أُجيز بروايته من الكتب والمصنفات، فهي بمثابة المنجم للأسانيد، حتى إن بعض هذه الكتب قد اشتمل على ألآف الكتب والأجزاء، وهناك من زاد فضلاً على فضل فجمع هذه الفهارس والمعاجم والأثبات في كتاب واحدٍ يجمع فيه المجمعات كالكتاب الذي نحن بصدده، وهو "عُمدة الأثبات" لمسند أفريقية - كما وصفه الكتاني - المكي بن عزوز التونسي رحمه الله وغفر له، والذي حققه الأخ الفاضل والابن النّابه عُمر الشّبلي التّونسي، وقد أطلعني عليه وفقه الله، فرأيت عمله في الكتاب عمل متخصِّص يعلمُ ما يريد، وجرى في تحقيقه على منهج أهل العِلم في توثيق النصّ، وتخريج الاحاديث والآيات وتحقيق الإختلاف وبيان الرّاجح، مما يدلُّ على أننا أمام ظهور محقق مقتفٍ لأثار من صدق وسبق من المحقّقين بإذن الله تعالى.
أسانيدي إلى الثّبت المذكور: لقد كنت أجزت المحقق قبل سنوات إجازةً عامًة بمرورياتي، ومن ضمنها هذا الكتاب، وأخصّه هنا بإجازةٍ خاصّةٍ بهذا الكتاب النافع عن مؤلفه محمّد الكي بن عزوز التونسي، فإنّ هذا الكتاب أرويه عن عددٍ من مشايخي، من أوّلهم وأجلّهم شيخُنا العلاّمة المسند المُعَمَّر محمّد الشاذلي النيفر التونسي رحمه الله وغفر له، وأرويه عنه من طرق؛ أولها عن شيخه شيخ الحرمين ومسندهما عُمر حمدان المحرسي عن المُصنف، وعن شيخه محمد عبد الحي الكتاني عن المصنف.
كلمان دلالية: عمده ، عمدة الاثبات