ليست القصص السبع الواردة في هذا الكتاب سوى جزءٍ من “الملهاة الإنسانيّة” (La Comédie Humaine)، العمل الخالد الذي بذل أونوريه دو بالزاك أربعة وعشرينَ عامًا من عمره للعمل عليه. وما تتميّز به الملهاة الإنسانيّة أنّ بالزاك لم يعمل على تنميطها ضمن شكلٍ أدبيٍّ محدّد، بل حتّى لم يحدّد شكلًا معيّنًا لعملٍ واحدٍ فيها، بل كان كلُّ ما يكتبه ويدور في فلك ثيمتها الأساسيّة إضافةً لها، ومن هنا كان التنوّع الشكليُّ في النصوص، بحيث جاءت ما بين الروايات، الطويلة منها والقصيرة، والقصص، والمقالات، وغيرها.في هذه المجموعة سبعة نصوصٍ من نصوص الملهاة الإنسانيّة، والتي يصحّ أن يُطلق عليها “قصص”، وبالمجمل لا تشذّ عن أجواء بالزاك السرديّة عمومًا، وذلك لجهة السياق الواقعي الذي انتهجه في استكشافه لعالم فرنسا القرن التاسع عشر، بطبقاته الاجتماعيّة وأفراده، وكذلك للتنويع في المضمون الذي أجاده بحكم غزارة إنتاجه.