أعتمد كثيراً على ذكاء القارئ في فهم هذا الكتاب، ذلك لأنَّه يعوم على نهر من المفاهيم المجرَّدة بقارب الفكر الماركيسيّ الذي لا يكلُّ ولا يتعب، وهو يهمُّ بالخروج بسلام، وقد امتلأت سلاله بالصيد الوفير.
كتاب كهذا، يقدّم تحليلاً دقيقاً لفكر ‘سبينوزا’ مرَّة، وللماديَّة الجدلية مرّة أخرى، لهو كتاب طموح حقَّاً، جدير بأن يحمل اسمه! أضف إلى ذلك محاولته الجادَّة سبر التناقضات الذاتيَّة والموضوعيَّة التي تحاول الإجابة على ماهيَّة الإنسان، الكائن الأكثر تعقيداً من جميع الكائنات، مع الكون اللَّامتناهي، والذي لا يشكلّ فيه هذا الكائن سوى ذرَّة غبار تكاد لا تُرَى، ومع ذلك فهي تؤكِّد على وجودها، وديمومتها الخالدة!
كتاب أعتمد كثيراً على ذكاء القارئ في فهمه، أقولها مرَّة ثانية!