يرى البعض أن الجوائح والكوارث هي إهلاك إلهي للبشر، عقوبةً لهم، ويرون أن تلافي هذه العقوبة ممكن بالاستغفار والتوبة. بإزاء هذا الرأي الشائع رحت أبحث في القرآن الكريم عن آيةٍ تسوّغ ما يذهبون فيه، فلم أجد، إلا أني وجدت مصادر هذه الآراء في فهوم المفسرين والفقهاء. وكوني لست بإزاء مناقشتهم والرد عليهم؛ فقد عزمت على تناول الآيات التي تحدثت عن الإهلاك الإلهي لأعيد قراءتها بالاعتماد على وسائل قراءةٍ عصرية، مستفيداً من الدراسات اللسانية وبعض فروعها في الأسلوبية وعلم الدلالة، لبيان فهمنا للإهلاك في سياقه النصيّ، ولا نزعم أنه فهم نهائيّ.
أن نتعرّفَ فهومَ السلف؛ فهذا واجب ولازم الوجوب، أما أن نلتزم فهومهم؛ فهذا يعني أننا نصرّ على البقاء في حينٍ من الدهر نحسبه الأفضل، ولن نعترف بالمنجزات المنهجيّة والمعرفية، ولا شأن للحضارةِ الإنسانية بنا