لأن الحداثة قد اصطدمت بالحالة الفقهية التقليدية فأنتجت تساؤلات وأثارت نقاشات عديدة، في التعامل مع منتجات الحداثة وما يقبع خلفها من فلسفات ورؤى، وما ينتج عنها من تغييرات في بنى المجتمع العلمي للفقهاء وعلماء الدين.
بين الاجتهاد والتقليد، بين الانفتاح على الجديد والتقوقع حول القديم، أثارت سجالات محمد بخيت المطيعي مع معاصريه جنيد قادري ليستكشف التوترات، والتصدعات، والمشاريع التفسيرية الإبداعية التي حفزت الدفاع عن التقاليد الإسلامية في ظلال الحداثة الاستعمارية.
يبحث قادري الطرق التي تفاعلت بها التقنيات الجديدة مثل التلسكوب والتلغراف مع الأعراف التقليدية مثل رؤية القمر (للإعلان عن بداية شهر رمضان وعيد الفطر)، ويستجوب الكثير من الاستراتيجيات التأويلية، وصراعات السلطة الدينية، والمفاهيم الجديدة للدين التي حاولت حل هذه الألغاز الجديدة.
ومع أنه قد مر وقت طويل على هذا السجال الذي يسبر غورَه هذا الكتاب، إلا أن الأسئلة القديمة ما زالت مطروحة بعمق، والنقاشات القديمة ما فتئت تلقي بظلالها على الحالة الفقهية المعاصرة.