يعزِّز هذا الكتاب مشروع توثيق تاريخ الإنسان العادي في حياته اليومية الذي يصدر تباعًا بعنوان “الذاكرة الشعبية”. وقد تضمن الكتاب الأوّل موضوعات من التراث غير المادي في المجتمع، ويقصد بها تفكيك الممارسات العادية لإنتاج منها مادة غير عادية والتعرف على القوانين الاجتماعية التي تحركها وكوامنها الخفية والقوة التاريخية التي تسيّرها، وهو مشروع غير متناهٍ ما دام للزيادة مجال؛ إلَّا أنه ألهم عددًا من الباحثين في الدراسات العليا لتسجيل موضوعات ماجستير ودكتوراه في تحليل قضايا جديدة، مثل: الشيلات والحيز الاجتماعي وطقوس العبور والثقة والتبرير وأنواع رأس المال الرمزي. وهذا اتجاه صحي لتأسيس مشروع وطني ضخم، لم يقترب أحدٌ منه حتى وقت قريب. وهو اتجاه صحي أيضًا من الناحية الأكاديمية التي تفرض على طلاب الدراسات العليا إطارًا موحدًا من الأطروحات التقليدية الإحصائية.