النظريه الاخلاقيه - مجموعة مؤلفين
إن التساؤل حول القيم هو المؤشر على التحولات العميقة التي نعيشها من العولمة والتكنولوجيا الحديثة، فالعولمة وبعكس ما يُظن غالباً لا يمكن اختزالها في تحرير الأسواق أو في سيطرة فكرة شمولية. العولمة كشعور بالإنتماء للعالم نشأت منذ زمن بعيد، هناك من يخشى كثيراً في ضوء التطورات المتسارعة أن تتعمق الهوة الرقمية والإقتصادية والإجتماعية بين الأغنياء والفقراء والتي لم تعد تشمل تحديداً على الإنقسام بين بلدان الشمال والجنوب أكثر من أي وقت مضى، من التوزيع العالمي للمعارف والتبادل الحقيقي بين الثقافات. وهذا لا يتحقق إلا عبر عقد إجتماعي جديد أساسه التربية للجميع على مدى الحياة، وعقد طبيعي، وعقد ثقافي وعقد أخلاقي: هذه العقود تشكل المحاور الأساسية لهذا المشروع، في مجتمع شمولي برهاناته الكونية.
ضمن تلك الرهانات جاءت الإجابة في هذا الكتاب عن السؤال الأخلاقي الذي تعرض له سقراط وتلونت الإجابات وتغيرت بفعل تغير المنظومات وما أصابها من تغير في الرؤية والمنهج والمرجعية التي تنطلق منها في طرح خطابها الأخلاقي.
وعلى هذا الأساس جاء الكتاب في تناول الأخلاق تناولاً يبدأ من اليونان ثم يقف عند مساهمات فلاسفة العصر الوسيط ثم يخوض في تحولات الخطاب الأخلاقي من خلال علاقة الأخلاق بالسياسة والقانون والبيوتيقا وتداخلاتها بالبيئة وما أصاب الفكر من تحولات كبرى أثرت على الكوكب بكل ما فيه من كائنات حية.
وهو يحاول أن يخوض في رهانات الواقع الجديد بكل أطيافه ويطرح حلولاً حول العقد الإجتماعي والأخلاقي.