ايرك فروم
يشدد إيريش فروم في هذا الكتاب على الوظيفة الاجتماعية للدين كبديل للإشباع الحقيقي، وكوسيلة لإحكام السيطرة اجتماعياً.
ويؤكد في الآن نفسه على أن تاريخ الدين يعكس تاريخ تقدم الإنسان الروحي. يقول فروم في مقدمة الكتاب: «بقدر ما أعرف، هذا أول عمل يحاول أن يتجاوز المقاربة النفسية لظاهرة تاريخية ونفسية بشكلها المعروف في أدبيات التحليل النفسي. ولقد حفزني على القيام بهذه الدراسة قراءة عمل قام به أحد أساتذتي حول الموضوع ذاته بمعهد التحليل النفسي ببرلين، وهو د. ثيودور ريك، والذي قام بإجراء بحثه على الطريقة التقليدية.
لقد حاولت أن أوضح أننا لا يمكننا أن نفهم الناس عن طريق أفكارهم وآيديولوجياتهم؛ بل يمكننا أن نفهم الآيديولوجيات والأفكار فقط بتفهمنا لمن خلقوها وآمنوا بها. إن أردنا أن نقوم بذلك فعلينا أن نتجاوز علم النفس الفردي، ونقتحم حقلاً جديداً في علم النفس وهو التحليل النفسي الاجتماعي.
وبهذه الطريقة في التعامل مع الآيديولوجيات علينا أن ندرس الظروف الاقتصادية والاجتماعية للبشر الذين قبلوا هذه الآيديولوجيات، ونحاول أن نتعرف على ما قد أسميته لاحقاً بـ«الشخصية الاجتماعية».