يسأل سائل: ماذا حلّ بالسلطة في عالم بات فيه الانسلاخ عن التقليد والماضي أمراً وجب الرجوع إليه؟ وماذا يحدث عندما تصبح السلطة في مواجهة الفردانية، ونزعة المساواة الديمقراطية، وعندما ينقطع المستقبل عن كل رجاء، كما هو الحال اليوم؟
إن مفهوم السلطة يتميز عن مفهوم السلطان. فالسلطة تدعو إلى الاعتراف أكثر من كونها تتطلّب الطاعة. وتنبسط السلطة في الديمومة، في حين أن السلطان يرتبط أصلاً بالحيز المكاني. وتجسد السلطة بعداً أساسياً في قيام الرابط الاجتماعي، ذلك أنها تعمل على ضمان استمرارية الأجيال والنقل والنسَب. وعليه، تنبىء السلطة بالأزمات التي تكتنف النسيج الاجتماعي وتفتته.
وإذا ما كانت السلطة لا تني حاملة للمعنى بالنسبة إلينا، فذلك ليس لأنها تستدعي عالماً قديماً بل لأنها تجعلنا نولد من جديد في قلب عالم أقدم منا.