رواية "الرفيق" لـ "تشيزَرِه باڨيزِه" الروائي "الإيطالي الأهم، والأكثر عمقاً، والأشد تعقيداً في زماننا" كما يصفه "إيتالو كالفينو"، بل ويذهب أبعد من ذلك حين يقول ضمن حديثه عن الكتابة: "ما من صعاب تواجهنا إلا وحذونا حذو (باڨيزِه)". لنجد أومبِرتو إكو يؤكد ذلك فيقول عنه: "كان باڨيزِه أحد الكتاب الأساسيين الذي قرأتهم في مرحلة الشباب، وقد أثر بي بلا شك ... من ناحية المخيلة الأدبية».
باڤيزه الحاصل على جائزة "ستريغا" (أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية) عن ثلاثيته الروائية "الصيف الجميل" (صادرة عن منشورات المتوسط 2017)، يرى في روايته هذه أنها من أكثر الروايات تأثيراً في نفسه، وقد صرّح بذلك في مذكراته (مهنة العيش) حين يتحدث عنها، حيث يقول: «8 اكتوبر 1948، أعدت قراءة جزء لا على التعيين من رواية الرفيق. وقد أحدث فيّ ما تُحْدِثه لمسة سلك كهربائي. ثمة توتر جنوني وغير طبيعي، واندفاع مجهض باستمرار، كنَفسٍ لاهث».
بطل باڨيزِه في هذه الرواية، شاب من الطبقة البرجوازية محدود الثقافة ولا يحب العمل. وفجأة يجد نفسه في مواجهة مسؤولياته الشخصية. يعيش بابلو، الذي سُمي بهذا الاسم لأنه عازف غيتار، في تورينو، مسقط رأسه، لكنه كان يعاني من المشاكل الوجودية في تلك الفترة، بين الحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية، وحيث كان النظام الفاشي يواصل فقد سطوته على الشعب، وحتى فقد الخضوع الشعبي له والذي كان صمامه الآمن، يحاول بابلو أن يملأ الفراغ والنقص الآيدلوجي الذيْن سببا له الضياع والقلق. يغادر مدينته تورينو ويلجأ إلى روما، فيجد لنفسه هناك، وسط الفوضى العارمة، سبيلًا للعيش، ليتمكن بعدها من العودة إلى مدينته، وقد عقد العزم على انجاز شيء ما.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
بافيزي ، بافيزه ، تشيزاري