هذه الرواية الحميمة والمؤثرة عن التدهور الدرامي الذي يعانيه رجل مسن يصاب بمرض الألزهايمر تستمد قوتها من الصوت السردي الفريد والرائع للرجل نفسه. ولهذا السبب ما زالت من أكثر الروايات قراءة في الأدب الهولندي، وبِيع منها أكثر من750 ألف نسخة، وتُرجمت إلى العديد من اللغات، وتحولت إلى فيلم سينمائي.
يعيش السبعيني مارتن كلاين، في البداية، بذهن حاضر، وإن كان مرهقًا، مع زوجته في ماساتشوستس. ولدا في هولندا، وتحملا بصعوبة الاحتلال النازي لها قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة، حيث عمل 2مارتن في منظمة بحرية. في حين أن مارتن اعتبر نفسه لفترة طويلة «شخصية هامشية» اجتماعيًّا، وحياته العائلية غير مبهرة، إلا أن له قدرة متميزة على الملاحظة والإدراك، حتى مع تدهور حالته الصحية. يلاحظ بلا حول ولا قوة: «يبدو أنني أفقد كلماتي مثلما يفقد شخص دمه»، ويقرر: «سأختلق حياةً لنفسي من دقيقة إلى دقيقة وأصدقها»، لكنه في النهاية يصل إلى قناعة أنه «الوحيد الباقي على قيد الحياة من أبناء لغتي».
لقد كتب برنلف رواية قاتمة وعميقة عن الخسارة التي لا رجعة فيها: فقدان الذات، وفقدان اللغة، والعلاقات، والذكريات، ولكن على الرغم من ذلك فإن صوت مارتن في نهاية الرواية يوحي بالأمل.