يسجل كتاب "السعودية المتغيرة: الفن والثقافة والمجتمع في المملكة" بزوغ خطاب فني وثقافي بوصفه قوة وطنية مع تسليط الضوء على الدور الذي قام به الفنانون في تحولات المملكة خلال العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين. وغالباً ما يكون الفنانون في طليعة التغيير الاجتماعي بوصفهم مرآة المجتمع ورواد الثقافة، فيقدمون طرقاً مبتكرة لمعالجة التناقض، والتنافر، والتنوع. ولا يعد العمل الذي يقدمونه بمثابة حل للمشكلات التي تواجه المملكة والتي طالما كان يُنظر إليها على أنها متناقضة، بقدر ما هو مفتاح لتساؤلات جديدة وتذكير دائم بتعقيدات الحياة في القرن الحادي والعشرين.
والكتاب يسجل كذلك حجاجا علميا قويا أمام الكثير من الأطروحات الغربية التي تنظر إلى المملكة وتغيراتها نظرة مختزلة ضمن قوالب جامدة تفتقر إلى المعرفة التامة عن طبيعة هذا المجتمع والعلاقات التي تحكم حركته الاجتماعية وتنوعاته المختلفة، إذ هو دراسة تقع بين صوتين غالبين صوت القدح المفرط تجاه ثقافة وفن هذا المجتمع وصوت احتفائي يبتعد عن العمق والتحليل.
يكتب المؤلف مقدمة خاصة بالطبعة العربية يكشف فيها أبرز أحداث وفنيات التغيير في رؤية المملكة 2030
إنه بحث علمي سيفتح للباحثين المزيد من الأبواب والنوافذ للتعرف بدقة على المملكة وتحولاتها المتنوعة وللكتابة عنها بموضوعية ورؤية علمية رصينة.