فتنة الحواس

فتنة الحواس

بائع
دار توبقال
سعر عادي
63.00 SR
سعر البيع
63.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

فتنة الحواس - فريد الزاهي 

يرى فريد الزاهي، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم للنقد التشكيلي التي تنظمها ثقافية الشارقة أن الفن العربي يعيش ضرباً من الطفرة التي تذكرنا بالسبعينيات، إنها طفرة نابعة بالأساس من كون الممارسات الفنية البصرية العربية قد أخذت بعداً عالمياً لم تعِشه من قبل أبداً، لا في مستوى الإنتاج والإبداع والوفرة والتراكم فقط، وإنما أيضاً في مستوى الوسائط التواصلية والتجارية المحيطة بها.
لقد أصبح للفن العربي أروقته الفنية المحترفة هنا وهناك من المحيط إلى الخليج، تروج له في البيناليات والصالونات، من البندقية إلى بكين مروراً بالشارقة ولندن وغيرها، وصار لما يعرف بالفن المعاصر المبني على التأليف البصري في الفضاء منذ بداية الألفية الجديدة حركية نابضة بالإبداع والاختلاف والتجريب، الأمر الذي أرسى هذه الممارسة كمكون ثابت من مكونات التجربة الفنية العربية.
بيد أن المفارقة التي تنخر جسم فنوننا البصرية تكمن، كما يقول الدكتور فريد الزاهي في كتابه الأحدث «فتنة الحواس»، ما يلي: في الوقت الذي تعيش فيه الفنون البصرية تنوعاً مذهلاً ودينامية نشيطة وعطاء يدعو للتفكير والتأمل، تعيش فيه المتابعة النقدية والفعل التاريخي نوعاً من الانحسار، وهو الأمر الذي ينعكس على نوعية تقويم التجربة في كليتها.
يحفر الزاهي بمعول التنظير والنظرة الثاقبة في جسد الفن التشكيلي الذي لا يزال يفتقر إلى قراءات ووضعها في سياق أكاديمي يمتح من المناهج والنظريات الفلسفية الجمالية كتلك التي في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وبرأي المؤلف فإن بناء لغة نقدية عربية قابلة لمعانقة تحولات الفعل التشكيلي والبصري، إذا كان قد قطع أشواطاً مهمة منذ السبعينيات، نلفيه اليوم أمراً متلعثماً مع وتيرة التطورات المتسارعة التي تعرفها حركية الفنون المعاصرة، بالنظر إلى ثراء المواد والوسائط وتفاعل التشكيلي مع البصري وخروج الفن من مجال اللوحة وخاماتها إلى مجال الفضاء العيني المباشر.
تفتح مقالات الكتاب القيم الباب مشرعاً للفكر والتفكير وللتحليل والتنظير. تنبش في القضايا الظاهرة والعصية على الطرح، تعيد النظر في الجاهز وتدفع بالوليد منها إلى الواجهة، إنها تفكير بصوت مرتفع في مصائرنا الفنية وإيمان عميق بجدوى الفن وقدرته على مجاوزة يأسنا القدري الذي يلتصق بجلدتنا منذ نكبة 1967.

للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار