إن المواقف التي تُواجهنا تتَّسم غالبًا بالتعقيد وعدم الوضوح، وتتطلَّب تحليلًا لحقائق الظرف، ومِن ثَمَّ إنزال الحكم الأخلاقي المُلائم عليها. والأمر أصعَبُ وأعقَدُ على صُنَّاع القرار، الذين تواجههم قرارات تمسُّ الكثيرَ مِن مواطنيهم، عند سَنِّ القوانين والتنظيمات، إذ سيكون البُعد الأخلاقي عاملًا في تحديد بعض السياسات. وهي مسائلُ من التعقيد الذي يستدعي الاستعانة بعلم الأخلاق ونظرياته ومدوناته الكبرى عبر التاريخ. وهذا الكتاب يُمثِّل مدخلًا إلى مختلف المذاهب الأخلاقية، وبحثًا في مناهجها وتطبيقاتها، يُلائم من يريد أن يأخذ صورةً عموميةً عن علم الأخلاق، كما يُناسب من يبتغي التعمُّق فيه والقراءة المُفصَّلة في الأعمال التي صنعت المذاهب الأخلاقية، سواءٌ أكانت شرقيةً أم غربيةً، قديمة أو حديثة؛ ومن ثَمَّ فهو بداية المُجتهد ونهاية المُقتصد في علم الأخلاق.
الاخلاق