أغنية العسل : تاريخ ثقافة النحل - رالف دولتي
من يعلم أن النحل بالنسبة للمصريين القدماء نشأ من دموع إله الشمس؟ من يعلم أن الإله الهندوسي فيشنو، حافظ العالم، يقام بجانب آله الحب في زهرة لوتس؟...وإن الإعتقاد بأن جمهرات النحل تولد في جيف الثيران استمرّ طوال العصور القديمة؟ من يعلم أن المسيح اعتبر في العصور الوسطى نحلة سماوية، والعذراء مريم، خلية نحل؟ من يعلم أن العمل كان رمزاً لحلاوة الحقيقة الإلهية وإستعارة شهوانية لمسرّات الحبّ الأرضي؟ وأن ثمة علاقة خفية قائمة بين النحل والفيلات منذ العصور القديمة؟ من يعلم أن عديدين من رجال الفكر والأدب، من فرجيل إلى سيلفر، بلاث، كانوا مربي نحل شغوفين؟ وأن الشعراء من بيندار وهوراز إلى ماندلسيتام وغارسيا لوركا، شبَّهوا أنفسهم بالنحلة وأن ريلكه وصف الشعراء بــ نحل اللامرئي؟.لا شك في أن القوة الرمزية لنحلة العسل ثابت إنساني أصغر الحيوانات النافعة جميعاً، لا تهب الإنسان إسهامها الإلقاحي في نشوء الفواكه والخضار وحسب، وإنما تهبه أيضاً غذاء ومادة تحلية وأنواع الشموع، وذلك بعملها وشمعها، ودواءٌ ناجماً في أشكال متنوعة ورموزاً هبة وأفكاراً عميقة.لقد استدعت النحلة طقوساً دينية وجرت إلى نشوء خرافات وقصص أعجوبية كما رمزت إلى الحس الجماعي والتضحية بالنفس والإحتياط للمستقبل والنظام الموزون والطهارة والإجتهاد والمثابرة والوفرة، غير أنها رمزت أيضاً إلى السحر والتنبؤ إلى الروح والإلهاء.يحكي رالف دولتي عن كل ذلك ببراعة واسعة إطلاع، وبالشعر.
للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار
اغنيه