لقد صُمِّمت أدمغتنا لتناسب الحياة القبلية، التواصل والعيش مع مجموعة مختارة من الآخرين (نحن)، والنّزاع مع جميع مَن عَدانا (هم). لكن الحياة الحديثة دفعتْ قبائلَ العالَم إلى مساحة مشتركة؛ ما أدَّى إلى تضارُب المصالح وتعارُض القيم، إلى جانب الفرص غير المسبوقة. ومع تقلُّص المساحات بين بعضنا في العالَم باتّساعِهِ، أصبحَت الخطوط الأخلاقية التي تُفرّق بيننا أكثر بروزًا وإثارةً للحيرة. نحن نتنازع ونختلف على كل شيء، ونتساءل: أين يمكننا إيجاد أرضية مشتركة بين كل هذه الاختلافات وإيمان كل منا أننا الأصح والأحق؟!في تركيبة من علم الأعصاب، وعلم النفس، والفلسفة، يكشف لنا كتاب قبائل أخلاقية عن الأسباب الكامنة وراء الصّراع الحديث، مُسلّطًا الضوءَ على مقومات المضيّ قُدمًا نحو أوضاع عالمية أفضل. إذ يشرح لنا المؤلِّف أنَّ الدماغ البشريّ يُشبه الكاميرا ذاتَ الوضع المزدوج؛ فلدينا الإعدادات التلقائية، ولدينا أيضًا الوضع أو النظام اليدويّ. كتاب قبائل أخلاقية في استناده إلى فلسفة الأخلاق والعلوم المتطورة، يُظهر لنا متى يجب أن نثق بغرائزنا، ومتى نفكر بالمنطق، وكيف يمكن أن يدفعنا النوع الصحيح من التفكير إلى الأمام. في نهاية المطاف، يقدم لنا جوشوا غرين Joshua Greene مجموعة بسيطة ومدهشة من الحيثيات للتنقل في المعالم الأخلاقية الحديثة، وخارطة طريق عملية لحلِّ المشكلات وعيشِ حياةٍ أفضل.