تدور نقاشات هذا الكتاب حول إشكالية العلاقة بين المساواة والاختلاف، وهما مفهومان متعارضان ينفي كل منهما الآخر، الاختلاف ينفي المساواة مهما كان طفيفاً، ومن ثَمَّ، تنفي المساواةُ الاختلافَ مفهومياً وواقعياً. الاختلاف حقيقة وجودية تُدرك بالحواس، وهو حقيقة وجود الأشياء والأحياء في الطبيعة الأولية، أما المساواة فليست كذلك. ليس هنالك مساواة في الطبيعة، أو في الكون الطبيعي. ما يعني أن الاختلاف هو المعطى الأولي، الذي يدل دلالة مباشرة على استقلال الكائن الإنساني وكليَّته، وهو، من ثم، شكل تعيُّن الحرية. فالإشكالية، إذاً، هي وحدة المساواة والحرية وتعارضهما، كوحدة الأوكسجين والهيدروجين في الماء إذا انفصل أحدهما عن الآخر صار الأول حارقاً والثاني ساماً. في قلب هذه الإشكالية تتموضع حرية المرأة واستقلالها، بما هي شرط حرية الرجل واستقلاله. فجدل الأنوثة والذكورة في المرأة والرجل بالتساوي هو أسّ الأنوثة المعافاة والرجولة المعافاة، وأسّ التوازن الاجتماعي والإنساني.
جاد الكريم الجباعي