يُناقش هذا الكتاب خلال فصوله العشرة مفاهيم سوسيولوجية أساسية مثل التنشئة الاجتماعية والهوية والجنس والجنسانية والاستهلاك والجسد والتكنولوجيا، وكذلك بعض القضايا المعيارية والموجهة قيميًّا، وهذا جزء من مشروع باومان الكبير عن الأخلاق والإقصاء والحب…. ولن أناقش هنا هذه المفاهيم، بل سأكتفي بالربط بين السوسيولوجيا والفلسفة الأخلاقية.
ربما أهم ما يميز هذا الكتاب هو التأكيد على أن مهمة الباحث الاجتماعي ليست وصفًا للعلاقات الاجتماعية فحسب، بل أيضًا الاشتغال بها معياريًّا. فالسؤال المحوري للسوسيولوجيا حسب هذا الكتاب ليس فقط “كيف ترتبط أنماط العلاقات الاجتماعية والمجتمعات التي نعيش فيها بالطرق التي نرى بها أنفسنا وغيرنا، ونبني بها معرفتنا، ونرى بها بيئتنا؟” وإنما أيضًا “ما العواقب المترتبة على ذلك؟”. وهذه المعيارية لا تعني إصدار أحكام قيمة صارمة ضد اتجاه ما، بل تعني التأكيد على عواقب بعض مصائر الحداثة.
يطرح المؤلفان قضايا اجتماعية كثيرة نظريًّا، ويؤكدان من خلال ذكر عدد من الأمثلة أن هناك طريقة مسؤولة للتفكير السوسيولوجي.