التكامل المعرفي بين العلوم الاجتماعية

التكامل المعرفي بين العلوم الاجتماعية

بائع
منتدى المعارف
سعر عادي
37.50 SR
سعر البيع
37.50 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

تعاني العلوم الاجتماعية في عالمنا المعاصر أزمة بنيوية حادة، حيث أصبحت العلوم الاجتماعية عبارة عن علوم إمبريقية، يُنظِّر لها العقل المؤسساتي ذوالطباع البرغماتي، الذي تحركه رغبة المؤسسات السياسية في السيطرة علىالإنسان، عكس العقل النقدي الذي تحركه الرغبة في تعرية وفضح الواقعالاجتماعي والثقافي الذي يعيشه الإنسان المعاصر. في هذا السياق، نجد العديد من المحاولات البحثية في العالم العربي والإسلامي، التي بذلت لإخراج العلوم الاجتماعية من أزماتها الإبستيمية. ونعتقد أن أزماتها مضاعفة ومعقدة في العالم العربي والإسلامي، لسبب أن الأزمة ليست من طبيعة ذاتية خالصة، وإنما صدرت الأزمة إليها من المجال التداولي الغربي، فمعظم المقولات والمفاهيم والنظريات والمناهج التي يُرددها العقل العربي، صاغها العقل الغربي في رحلة تفسيره وفهمه للإنسان الغربي. فطرحت محاولات ومشاريع فكرية عديدة لإخراجها من هذهالأزمة، تحت مسمّيات مختلفة؛ تبيئة العلوم الاجتماعية، تأصيل العلوم الاجتماعية،أسلمة العلوم الاجتماعية... فمن الباحثين من دعا إلى ضرورة إدخال المتغيرات الثقافية والتاريخية عند دراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية في المجتمعاتالعربية، ومن الباحثين من طرح بدائل نظرية ومنهجية لها في شكل علم النفس الإسلامي، علم الاجتماع العربي، وغيرها، ومن هذه الزاوية، نجد من أقوى المحاولاتوأمتنها منهجياً تأسيس علوم اجتماعية انطلاقاً من الرؤية الإسلامية للعالم التيلا يزال الجدل المعرفي دائراً حولها، إلا أنها راكمت العديد من المكتسبات المعرفية والمنهجية والمفهومية، التي تمكّننا من بناء نموذج معرفي للعلوم الاجتماعية انطلاقاً من الرؤية الإسلامية إلى العالم، فكما نعلم، امتدت رؤية العالم المادية- العلمانية كمجموعة من التصورات والتمثلات لعالم الوجود في صياغة الأسس والمبادئ التي نهضت عليها العلوم الاجتماعية الغربية.من هذا المنطلق، يسهم التكامل المعرفي انطلاقاً من رؤية العالم الإسلاميةفي بلورة إطار إبستيمولوجي بديل للعلوم الاجتماعية، ويؤسس لتفكير منهجي مغاير لذلك الذي عرفته العلوم الاجتماعية في ظل المنهجية الوضعية، فيعيد الوصل المعرفي بين مختلف فروع العلوم الاجتماعية: علم الاجتماع، علم الاقتصاد، وعلم النفس، العلوم السياسية... لذلك، تتنزل فصول هذا الكتاب في هذا المنحى التأسيسي للتكامل المعرفي بين العلوم الاجتماعية، ضمن شروط وممارسات المجالالتداولي الإسلامي، وهي عبارة عن محاولة معرفية، نتمنى أن تعقبها محاولات معرفية أخرى، لتثبيت البعد التكاملي بين العلوم الاجتماعية