لا يدعي المؤلف للقارئ في كتابه هذا أنه يؤرخ لظفار وشعبها وحياتها، بقدر ما كان هدفه إلى تبسط مفاتيح الدخول إلى خلفية الأزمات الحقيقية لتلك الفترة من الزمن. وبعبارة أوضح فإن هذا الكتاب هو كتاب لصحافي راقب تطورات ظفار، وعبرها الخليج العربي، وعاش في قلب الأجواء السياسية التي صيرتها وعرف بعض "أبطال" تلك الأحداث معرفة شخصية، وزار معظم تضاريسها الجغرافية واقترب، بقدر ما هو ممكن، من قلب صراعاتها وأحداثها. وهو ليس مع أحد ولا هو ضد أحد، إنه مع موضوعية الحقائق والمعلومات التي وصلت إليه، مع العلم أن الموضوعية هنا ما هي إلا مجرد عملية أمانة شخصية، فيها من الحياد بقدر ما يمكن أن يعطيه المرء، فالموضوعية، كما يقول المؤرخ الإيطالي غايتانر سلفيمبني، ما هي إلا مجرد حلم، أم الأمانة فواجب.