هذا الكتاب الفائز بجائزة فايننشال تايمز وماكنزي لعالم ٢٠١٨م ومن أهم عشرة كتب في السنوات الأخيرة ، يسرد قصة إليزابيث هولمز، التي أسست شركة "ثيرانوس" لإنتاج أجهزة تحليل الدم (بقطرة دم من وخزة إصبع) وهي لم تتجاوز بعد الثانية والعشرين، من مجرد حلم رافقها لسنوات عديدة. وأطلقت شركتها اعتماداً على رؤوس الأموال المغامرة، وجاذبيتها الأنثوية وذكاءها بالإضافة إلى الكاريزما التي تتمتع بها، يحدوها الأمل في أن تسير على خطى بقية شركات وادي السيليكون الناشئة، مثل مايكروسوفت وياهو وغوغل وآبل، وفي سبيل ذلك وظفت فريق عمل يضم العديد من العلماء والخبراء المشهود في كفائتهم في وادي السيليكون.
ومع ذيوعصيت "(ثيرانوس)، بدأت بعض الوقائع بالتكشف عن عدم جهوزية، بل عدم صلاحية، الأجهزة المنتجة، رغم أن إليزابيث قد فتحت قنوات تسويقية كبيرة مع كبيريات الشركات الدوائية (نوفارتيس)، وسلسلة المتاجر الصيدلانية الكبرى (وولغرينز)، ومتاجر الأغذية متعددة الفروع (سيفواي)، ومع تسرب أخبار تؤكد أن الأجهزة مزودة ببرنامج يظهر نتائج عشوائية لعينات الدم، الأمر الذي قد يودي بحيوات أناس كثيرين، وعلى الرغم من أن مجلس إدارة الشركة قد استقطب مجموعة من السياسيين والعسكريين المخضرمين في أعلى هرم السياسة الأمريكية، مثل جورج شولتز وهنري كيسنجر وروبرت مردوخ وجيمس ماتيس، وحتى أوباما، الذي استقبلها في مكتبه البيضاوي- على الرغم من ذلك، وفي حقل مليء بالتهديدات والألغام، بدأت رحلة الصحافي الكبير جون كاريرو في وول ستريت جورنال، إثر معلومة وصلته في ٢٠١٥، في تحري أسرار (ثيرانوس)، من أفواه الشرفاء الذين قدموا استقالاتهم من الشركة، وعلى رأسهم تيلر شولتز، حفيد جورج شولتز، والحصول على الوثائق والأدلة التي تثبت تورط الشركة في أسوأ عملية غش طالت المرضى قبل المستثمرين ومالكي الأسهم في ثيرانوس.
يفضح هذا الكتاب الذي استغرق إنجازه ثلاث سنوات ونصف السنة، رؤوس الفساد في قلب المؤسسة السلطوية الأميركية منجهة، ويشير إلى الضمائر النبيلة التي قدمت الأدلة الدامغة على تورط ثيرانوس من جهة أخرى، الأمر الذي قاد إليزابيث هولمز، السايكوباثية بحسب تعبير كاريرو، مع أزلامها، إلى قاعات المحاكم، لتنتهي أسطورة شركتها التي بلغ رأس مالها تسعة مليارات دولار.