يغوص بارغاس في روايته في عمق المآسي الاجتماعيّة التي تتّخذ مناحي أسطوريّة عبر الإضافة والتراكم والخيال، حيث العنف يسود ويقود، وما تقديمه بمقولة وليام بليك المقتبسة من كتابه «شبح هابيل»: «مدينة قابيل شُيّدت بالدم البشريّ، وليس بدم الثيران والماعز». إلاّ إخطارٌ منه بأنّ القارئ على أعتاب رواية مختلفة من عوالم بارغاس الغنيّة، التي أثّرت في أجيال من الروائيّين، بسحرها وقدرتها المستمّرة على التجدّد، وبأسلوبه الأخّاذ وسرده المُتقن. والاستشهاد البدئيّ بقابيل وهابيل، يعني أنّ القتل الذي بدأ على يد القاتل قابيل/ قايين، عندما قتل أخاه هابيل، سيستمرّ فاعلاً ومتجدّداً على أيدي أبناء وأحفاد القاتل قابيل، مع سريان دم الجدّ القتيل هابيل في ذرّيّة أخيه.
– القصة تتضمن عشرات القصص القصيرة بداخلها، لكن كل قصة تشكل قطعة من الفسيفساء التي تبدأ تتجمع في رأس القارئ الى ان تشكل لوحة متكاملة في النهاية حيث يظهر تأثير كل قصة اوردها فارغاس على اللوحة النهائية. هذا التعدد جعل تحديد نوع الرواية صعباً، فهي تنتقل من الإنطباعية الى الغموض الى الواقعية والواقعية السحرية الى التاريخية فالسياسية ثم الخيالية وتعود الى العاطفية فالتراجيدية بخلطة مجنونة ليشكل فارغاس بها بانوراما تنبض بالحياة والبرد والدم والموت!
ليتوما هو ذلك العريف القابع في إحدى القرى جبال الأنديز في الپيرو ، حيث يعمل مع مساعده توماسيتو على حل لغز إختفاء ثلاثة من أهالي قرية (ناكوس) حيث مقر إقامة العريف، أجواء غريبة وأهالي القرية الغرباء الأطوار المؤمنين بالخرافات والسحر والشعوذة وكمية من الأساطير التي تحبط بتلك الجبال وكومة العمال الذين يعملون على شق نفق في الجبل يزيد من صعوبة مهمة العريف ويؤدي به الى حالة من اليأس تجاه القضية..
