كواليتي لاند

كواليتي لاند

بائع
دار الخان للنشر والتوزيع
سعر عادي
60.00 SR
سعر البيع
60.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

كواليتي لاند - مارك أوفه كلينغ 

تدور قصة "كواليتي لاند" في المستقبل، عندما تمت إعادة صياغة هوية الدولة (ألمانيا قديمًا كما هو واضح) بما يشبه الـ re-branding، للتخلص من الديون القديمة وعبء الأخطاء التاريخية، لدرجة أن هتلر تحول في الذاكرة الجمعية من دكتاتور إلى مسرحية غنائية. إنها مدينة رأسمالية نموذجية، ولكنها قائمة على التقنية المتطورة، ورقمنة كل شيء.ما أحببته في هذا العمل ليس الصراع بين الإنسان والروبوت، إذ كما يبدو من الرواية، حتى لو تطور الإنسان الآلي إلى المدى الأبعد، فهو لن يعمل ضد مصلحة الإنسان، إلا إذا تمت برمجته على هذا الأساس (وهذا خيار إنساني!). الحقيقة هي أن ألطف المعضلات في الرواية جاءت على لسان شخصية (روبوت) يتساءل؛ كيف يسعنا أن ننقذ البشر من أنفسهم؟ ويبدو أن لا أحد يمتلك فرصة لإنقاذ البشرية من حماقتها، لا الإنسان ولا الآلة.الرواية مليئة بالإسقاطات، وملغومة بالنقد الثقافي، وهي كابوسية وطريفة في الوقتِ ذاته. أكثر ما أحببته في العمل هو الجدل الدائر حول فكرة "الخوارزميات" وهي التقنية المعتمدة في كثير من التطبيقات الذكية، نتفلكس وأمازون على سبيل المثال، كل المتاجر التي تقرأ بياناتك، تحللها، ثم تقترح لك منتجات "مناسبة لك" بحسب رؤيتها. يتم اختزالك إلى مجموعة من "الداتا" التي تعالج في صندوق أسود، لا أحد يعرف شيئًا عما يحدث في داخله، ثم تفاجأ بمنتج مصمم من أجلك، تقوم بشرائه استباقًا ودون عملية شراء تقليدية. فالشركة تطرق بابك، توصل لك المنتج، وتطلب منك تقييم خدمتها.إن فكرة الخوارزميات تبدو مذهلة حقًا، ولكنها – وكما تشير الرواية – تحاصر الإنسان بهويته الماضية على الدوام، وتسد عليه أبواب الاختلاف مع نفسه، أو حتى مع الآخر.إنها أشبه بنبوءات تحقق نفسها باستمرار، وعليه ففرصك في أن تتغير كشخص تبدو معدومة. على حد تعبير العزيزة هبة حمادة، تصبح "محاصرًا بما تحب"، فالأفلام والأخبار والكتب والمنتجات التجميلية، وشريك حياتك، (ناهيك عن الرئيس الذي تقوم بانتخابه) هي مختارة سلفًا من أجلك. هذا يعني أن العنصري لن يرى على الشبكة إلا العنصريين، والفاشل لن يختلط إلا بالفاشلين، والغني لن يرى إلا الأغنياء. إنها تضع البشر في فقاعاتٍ مصنوعة من "وهم التشابه"، في جزرٍ لا علاقة لأيٍ منها بالأخرى. وفي حين يبدو الفضاء السيبيري في شكله الحالي مثل مكانٍ مثالي لضمان التعدد، يصبح على العكس من ذلك، أداة أخرى لتكريس فاشية التشابه والنظرة الأحادية للعالم.تبدأ حبكة الرواية من اللحظة التي يحصل فيها "بيتر" على شيء لا يريده، ويبدأ الصراع (القديم حقيقة!) بين الإنسان والنظام، الأمر الذي يختزله بيتر في سطر واحد" يقول النظام بأنني أريده، ولكنني لا أريده". إذا قبلت الشركة إعادة المنتج فهذا اعتراف ضمني بأن الخوارزميات (والنظام بأسره) قابل للخطأ. فهل هو قابل للخطأ؟

 

 

للإطلاع على مزيد من إصدارات الدار